عاشقة الجنان
عدد الرسائل : 11 تاريخ التسجيل : 07/11/2008
| |
عاشقة الجنان
عدد الرسائل : 11 تاريخ التسجيل : 07/11/2008
| |
عاشقة الجنان
عدد الرسائل : 11 تاريخ التسجيل : 07/11/2008
| موضوع: رد: مأساة الاختيار الخاطىء السبت نوفمبر 15, 2008 12:53 pm | |
| --------------------------------------------------------------------------------
وقبل انتهائي من الآية نظرت إلى وجهه وقد توقعت التوبة والندم بالطبع !! ولكن يا للحسرة ، لقد استشاط غضباً ، وقام بخطف المصحف الشريف من يدي بقوة وألقى به على السرير ونظر في عيني بتهديد قاتل ووعيد مخيف ثم قال : أنت تستمعين إلى كلامي أنا وليس إلى كلام هذا .. مفهوم !! هذه الصعقة زلزلت كياني فخارت قواي ، لا فائدة !! من هذا الرجل الذي تزوجته ؟ طلبت المفاهمة منه بهدوء ، بكل أدب ، مع أن قلبي كاد أن يخلع من هول الصدمة ! فسألته : ماذا تقصد ؟ وكيف تجرؤ على وضع المصحف بهذا الشكل ؟ فهاج قائلاً : وكيف تجرؤين على مناقشة هذا الموضوع المنتهي بهذا الشكل ؟ وهذه آخر مرة نتحدث فيها عن ذلك !! فكرت ملياً . لابد من مخرج لهذا المأزق والصبر هو العلاج الأفضل . تمادى الجميع من الرجال في التحدث والضحك معي ، وافتعال المواقف التي تجبري على الكلام معهم .. بكيت كثيرا على إجبار زوجي لي بالمخالطة .. رضخت بمشاعر مكرهة ! لعل الله أن يهديه فلا يعاود ذلك ! كنت ألبس حجاباً ساتراً جداً وأغطي أكبر جزء ممكن من ملامحي ومن جسدي ونظراتي كسيرة منخفضة لا تجرؤ على النظر إلى هذا الكم الهائل من الوحوش الذي لبسوا ملابس الرجال ! وإذا به يناديني من بينهم فأرفع رأسي والخجل يلفني والحياة يذيبني ، فيأمرني بأن أرفع حجابي عن أكبر جزء ممكن ونظراته غاضبة تكاد تفتك بي وتعتصرني ، فلا أستطيع ! فيرغمني مرة أخرى بإرسال تلك النظرات التي تتوعدني وتتهددني ، فأرفض قسراً مع شدة خوفي منه ومنهم ! أين أنا ؟ مع من أعيش ؟ ليس هذا ما ربيت عليه ! أي عالم يحيط بي ؟! أعاود النظر إليه فيشير إلي أن تكلمي مع المتكلمين ، واضحكي ،واخلعي جلباب الحياء الثقيل ، وكوني أكثر جرأة منهن !! ولكن ديني يردعني وضميري يمنعني ..
نعود لمنـزلنا .. أكفل له أنواع السعادة والهناء على الرغم من كل شيء !! كل ذلك حتى يتفهم طبيعتي وما أريده وما أرغب عنه .. ولكن لا جدوى ! يا للأسف ما العمل ! سترت عليه ! مدحته أمام أهلي ، وأمام الجميع بأنه أرجل الرجال ! يجب أن أضع الأساس الصحيح لبناء المنـزل الذي ليس له قواعد حتى الآن ! يجب أن أحاول المزيد ولكن بعيداً عن العيون .. (( استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان )) .
في الأسبوع الرابع ضقت ذرعاً بعدم صلاته في المسجد .. قلت له بضيق : لماذا لا تصلي في المسجد معه الجماعة ؟ - صلاتي في المسجد تخصني ! وصلاتي في المنـزل أفضل .. لا أريد الأحتكاك بمن في المسجد !! - سألته باستغراب واضح : - ما تعني ؟ - لا أعني شيئًا .. هيا سنخرج الآن .. ! - تكرر هذا الموقف كثيراً ولكني لم افقد الصبر المتبقي لدي !
فاجأني في الأيام بدخوله إلى المنـزل وقت صلاة المغرب .. وقد امتلأت عيناه بالدمع .. وارتفع صوت نحيبه وبكائه ومعه عدد من أقاربه الرجال !
ما الخطب ؟! كاد أن يغمى علي من شدة الهلع والخوف ! رجل يبكي ؟! وأمامي ؟! وأقاربه كذلك ؟!
هل أصاب أهله أو أهلي مكروه ؟ يا إلهي قدماي لم تعودا قادرتين على حملي !! أهوا أبي ؟ أهي جدتي العجوز ؟ أهي أمه ؟ ! أرجوك سيسقط قلبي من فرط الخوف
وللقصة بقية , __________________
شجاني حبها حتى بكيت ! و في قلبي لها شوقا بنيت ! فقالت : هل سعيت لكي تراني ؟ فقلت أنا لغيرك ما سعيت ! لأنك يا جنة الفردوس عندي أقصى ما تمنيت . | |
|
عاشقة الجنان
عدد الرسائل : 11 تاريخ التسجيل : 07/11/2008
| موضوع: رد: مأساة الاختيار الخاطىء الثلاثاء نوفمبر 18, 2008 3:09 pm | |
| ( 3 ) حضور العزاء المريب
هل أصاب أهله أو أهلي مكروه ؟ يا إلهي قدماي لم تعودا قادرتين على حملي !! أهوا أبي ؟ أهي جدتي العجوز ؟ أهي أمه ؟ ! أرجوك سيسقط قلبي من فرط الخوف !!
لم يتحدث !!
مشيت بخطى قد أثقلتها المخاوف وكبلتها الشكوك .. دخل إلى المطبخ وقال باكياً :
بسرعة .... إلبسي ملابس العزاء ،ولتكن سوداء فقط !
اكتملت المخاوف .... رجوته أن يخبرني من الذي مات ؟ ...لم ينطق !
لبست الملابس الحالكة السواد كما أمرني كالآلة التي يتحكم بها صاحبها كيفما شاء !
خرجت معه ! وعلى الرغم من ذلك لم أنج من نظرات أقاربه !! قلت لوالدته واخته بلهفة وأنا ألهث ..
حدثوني أرجوكم من الذي مات ؟ .. ماذا يجري ؟ مابكم ؟!
أطبق الحزن والصمت على أفواه الجميع .. وآهات الألم تتدفق من الصدور الثكلى!لزمت الصبر والسكوت حتى كادت نبضات قلبي أن تتجمد !! توقفنا عند قصر كبير ومترف فعادت نبضات قلبي تنتظم شيئاً فشيئاً ! إذا .. فهو شخص آخر!
دخلت ببطء .. رأت جموعاً من النساء قد اجتمعن .. يبكين ويضربن على صدورهم !!
أين أنا ؟ ما هذا المجتمع الغريب ؟ الكل يبكي وينتحب ؟! فقدت الصبر .. فسألت إحدى أخوات الزوج بتأثر شديد من هذه المناظر المحزنة المخيفة :
من هو الشخص الذي مات ؟! أشعر بالحزن عليه ..
فقالت وهي تتحاشى النظر إلي وبصوت مرتجف ومرتبك ..
إنه أحد أولياء الله الصالحين المقربين إليه ... وهو أحد المشائخ المصلحين للأقدار في هذا الكون ... وصمتت . فقلت في نفسي :
ماذا تقصد بكلامها ؟! ولزمت أنا الصمت كذلك ، فتاهت نظراتي بين أفراد هذا العالم الجديد على حياتي !!
جلست مع الجالسات ! هذه أول مرة في حياتي أحضر فيها عزاء .. انتقلت نظراتي نحو الحائط الكبير لترى صورة كبيرة وضخمة لرجل طاعن في السن محاطة بإطار جميل وغالي الثمن .. ثم ..!!!
ما هذا ؟ الصورة قد ربطت شريطة سوداء وفي جانبها الأيسر !!!!
فجأة شد انتباهي نياح النساء وضرب بعضهن بأيديهن على رؤوسهن ووجوههن! خاطبت ( خاطبت نفسي )..
ياترى من هذا الشخص الذي أثرت وفاته على كل هذه الوفود من النساء والرجال ؟ وهل كل عزاء يقام يحدث فيه كل ما يحدث الآن ؟!!
كعادتي فضلت السكوت ومجاراة الواقع واستكشاف الأمور الغامضة بهدوء ..
من هي تلك المرأة التي تصدرت الجموع وجلست وحدها تقابل كل هؤلاء النسوة وقد غرقت ومن معها في بحر الدموع المنسكبة ؟ مالها تهيج وتضطرب ؟ ما بها تتمايل وتصيح هي ومن معها ؟ مالها لاتضبط نفسها ؟ كأني اسمعها تستغيث بفلان وفلان!!
فمن هذا الذي تستغيث به وماذا تقصد ؟ الجميع أصبح مواجهاً لها !!
لابد أنها ستقول أو ستفعل شيئا ما !! لانتظر وأرى !! وكما توقعت فقد أخذت جهاز الميكروفون ، وحينما بدأت بالكلام سالت دمعات ساخنات على وجهها أثارت أحزان وأشجان الجالسات فبكين مرةً أخرى بحرقة ولوعة!!!
لما أشعر بالخوف ؟ لماذا لا أتمالك نفسي بهذا القدر ؟ لماذا أشعر بأن هناك شيئاً ما غير سوي ؟!!
لماذا أشعر بأن أمرًا عظيماً سيقع ؟! لم قيدتني الجالسات بنظراتهم ؟ لم أنا بالذات ؟ ما هذه الرجفة التي تسري في أجزائي ؟! هناك شيء ما !!!
نطقت أخيراً تلك المرأة المتزعمة للنساء بأول كلمة وهي تصرخ:
اللهم ارحم سادتنا الصوفيين !!!!
ما سمعت ؟ بالتأكيد هناك خطأ إما لدى السامع أو لدى المتكلم .. وفي السامع اكثر ؟!!
كررتها ثانية والدمع يجري كما تجري الأنهار ..
اللهم ارحم سادتنا الصوفيين !!!!
زاغت نظراتي .. تاهت أفكاري ... تبعثرت أوراقي !! حسناً بالتأكيد هناك خطأ في السامع أو في المتكلم وفي المتكلم أكثر!!!
حسناً حسناً .. أريد أن أعرف الخطأ عن طريق ردود فعل هؤلاء النسوة التي تعالت صيحاتهن !!!!
إن الجميع يؤمن !! آمين ، وحرقة البكاء ولوعة الحزن وأنين الفراق قد أخذ منهم كل مأخذ !!!
انتقلت نظراتي بين النسوة ابحث عن والدة الزوج بلهفة أريد حمايتها ! أري أن أدفن وجهي في صدرها !!
أريدها أن تهدئ من روعي ، وتبعث الطمأنينة في حناياي !!!
ماذا يحدث ؟ خطأ جسيم في الموضوع ولا شك !
كررت المرأة الجملة الدعائية مرةً ثالثة وأخيرة وهي تضرب على صدرها وتتمايل كما تتمايل الأشجار من الريح العاتية ، وتصرخ بصوت عال مستغيث :
اللهم ارحم سادتنا الصوفيين !!!
في هذه اللحظة وجدتها !! وجدت والدة زوجي بين النساء !!يا إلهي ماذا تفعل ؟؟ إنها تصرخ وتضرب على وجهها وصدرها !! إنها .. إنها .. تؤمن !! بحرارة أكثر .. وصوت أعلى .. و حرقة أشد !!!
لا .. لا . لا .. ماذا يحدث هنا ؟ .. وإذا بأخوات الزوج يحطن بوالدتهن ويفعلن كما تفعل !
عدت لواقعي .. حاولت إقناع نفسي بأنهم لا يعلمون ماذا يقولون ويفعلون ؟! بالتأكيد لم ينتبهوا إلى ما قالته تلك المرأة ! أين زوجي ؟ عندما يعلم سيفاجأ ! سيصاب بصاعقة عقلية ! سيعرف أن نحيبه كان كثيراً جداً على هؤلاء القوم !!
وللقصة بقية ....
| |
|